نظرتك للحياه
بما أن الدنيا فانية فأنا قررت إنى أغير نظرتى فى كل شيء
الأولى:أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فإذا ذهب إلى القبر فارقه محبوبة فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت القبر دخلت معي.
الثانية: أني نظرت إلى قول الله تعالى: 'وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى' فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت علي طاعة الله
الثالثة: أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيع فنظرت إلى قول الله تعالى: 'ما عندكم ينفذ وما عند الله باق' فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظ عنده.
الرابعة: أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل يتباهى بماله أو حسبه أو نسبه ثم نظرت إلى قول الله تعالى: 'إن أكرمكم عند الله أتقاكم' فعملت في التقوى حتى أكون عند الله كريما.
الخامسة: أني نظرت في الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا وأصل هذا كله الحسد ثم نظرت إلى قول الله عز وجل: 'نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا' فتركت الحسد واجتنبت الناس وعلمت أن القسمة من عند الله فتركت الحسد عني
السادسة: أني نظرت إلى الخلق يعادي بعضهم بعضاً ويبغي بعضهم على بعض ويقاتل بعضهم بعضاً ونظرت إلى قول الله عز وجل: 'إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا' فتركت عداوة الخلق وتفرغت لعداوة الشيطان وحده.
السابعة: أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل واحد منهم يكابد نفسه ويذلها في طلب الرزق حتى أنه قد يدخل فيما لا يحل له ونظرت إلى قول الله عز وجل: 'وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها' فعلمت أني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله علي وتركت ما لي عنده.
الثامنه;
أني نظرت إلى الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله، هذا على ماله وهذا على قبيلته وهذا على صحته وهذا على مركزه. ونظرت إلى قول الله تعالى: 'ومن يتوكل على الله فهو حسبه' فتركت التوكل على الخلق واجتهدت في التوكل على إله.
اللهم أعصمنا بحفظك وثبتنا على أمرك
منقـول